
قد تتم عملية التنمر الوظيفي في أشكال متعددة مثل التهديد المباشر أو المبطن بالفصل أو النقل أو الحرمان من الحقوق والإمتيازات أو يتقليل من شأنهم ومكانتهم أحياناً بإدارتهم بمن هم أفل منهم تأهيلاً وقدرات أو بالتهجم الكلامي وإطلاق الشائعات حولهم أو إستغلال اللوائح الداخلية لإيقاع جزاءات مستمرة على بعض الأفراد بقصد إبعادهم أو إخضاعهم.
إن عملية التنمر الوظيفي تنتج من أشخاص في الغالب يعانون من مشكلات نفسية فيتلذذ بمعاناة الاخرين ويتفنن فيها، أو لديهم رغبة عالية في السيطرة والانفراد بالرأي، أو ربما لتصفية حسابات شخصية مع الضحية، ولديهم في ذات الوقت القدرة على تنفيذ تهديداتهم بصورة أو بأخرى مما يجعل العاملين يخشون من مخالفتهم، ومن المؤسف أن هنالك إعتقاد سائد بأن المدير الصارم المتنمر يبث في نفوس العاملين الخوف من العقاب بالتالي يجبرهم على العمل وفق تصوره الشخصي، وهذا خطأ كبير نلحظه في تصرفات البعض وعنجهيته وتكبره على زملائه الذين عمل ضمن صف واحد معهم يوماً ما.
التنمر حالة تزداد في وسط تضعف فيه الرقابة الادارية والوعي بالحقوق والواجبات وتعلو فيه الاعتبارات الحمائية للمتنمرين من قبل جهات سياسية أو جهوية أو قبلية أو من مجموعة من أصحاب المصالح الذاتية من أصحاب السلطة والنفوذ، وإذا تمت معالجة هذه العوامل يقل وينعدم التنمر لوجود الرادع ضمن اطار نظامي وقانوني يسود ويطبق على الكل.
