الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

لا تختصر غانغ في تسعة خطوات د. مصطفى حامد موسى


إفتتن مدربو المدربين كثيراً بروبرت غانغ وخطواته التسعة لدرجة الوله حتى إعتبرها البعض قانون لازم وحتمي لتقديم التدريب . سأستعرض الامر من وجهة نظري لتبيين بعض الجوانب في مساهمات غانغ في مجال التعليم والتعلم ، فلغانغ مساهماته أخرى أود إستعراض بعضها هنا.........
غانغ في الاصل عالم نفس إهتم بصورة أساسية بالجانب السلوكي لعملية التعليم والتعلم ولإبراز مساهماته ونظرته قدم في العام 1960 كتابة الشهير (شروط التعلم Conditions of Learning) وقدم خلاله خمسة فئات سلوكية للتعلم الفعال وهي:
1) ذكر معلومات شفاهية : مثل : اسباب انتشار المرض وفيها تذكير بمعلومات تم تعلمها او إنتقل الوعي لرسوخها لدى المتلقي
يشترط غانغ في هذه الحالة أن تتم (4) شروط لحدوث التعلم المطلوب من خلال ذكر هذه المعلومات الشفاهية (إسلوب المحاضرة) :
1. أن تقوم بلفت الانتباه للخصائص المميزة للمعلومة المذكورة.
2. إجمال عرض معلومات معززة ليتم عرضها لاحقاً.
3. تقديم المعلومات في صياغ ذو مغزي لترميز فعال للمعلومات في الدماغ مثال: حالة دراسة أو قصة.
4. تقديم كلمات (مفتاحية) تساعد على التذكر مثال: (الهندرة هي عملية إعادة هندسة الادارة)
2) تقديم مهارات فكرية : مثل : (المفاهيم – القوانين) مثل تطبيق قوانين كالعلاقة بين عاملين ضمن الجوانب المراد تَعلُمها ومن ثم التمييز بين خصائص كل عنصر، ولقد حدد غانغ لحدوث التعلم في هذه الجزئية الفكرية (5) شروط لتحقق التعلم هي :
1. لفت الانتباه للخصائص المتميزة.
2. البناء ضمن حدود الذاكرة الحية للمشاركين ، بمعنى البناء على ما يعلمون هم أساساً، ثم البدء من ذات المستوى للرفع القدرة مرة تلو الاخرى.
3. تحفيز الذاكرة بذكر معلومات أخرى متشابهة لتدعم عملية الاستدعاء، مثل إستخدام الروابط الذهنية. وهنا يمكن للخرائط الذهنية أن تكون ذات فوائد عظيمة،،،،، لدي تجربة خاصة مع هذه الخرائط ...
4. جدولة وترتيب المراجعات العلمية (جرب هنا : التكرار إستخدام أساليب متعددة لتعزيز المفاهيم – الاستدلال – التجريب - الاستشهاد)
5. إستخدام القرائن المتعددة (الشواهد) لتعزيز عملية النقل .
3) إستخدام إستراتيجيات إداركية : وذلك عن طريق جعل المشارك يبتكر طرق شخصية تُبين حصوله على التعلم وتمكنه من تطبيقه (تقديم الارشادات9 والتي تمثل دليل للتعلم أي خطوات سهلة الاتباع لتطبيق التعلم على واقف المشارك في التدريب مثال لذلك : (أن يبتكر المشارك طرق متعددة للتعامل مع الشخصيات صعبة المراس في العمل) ولحدوث إستراتيجيات إدراكية إقترح غانغ (3) خطوات محددة:
1. وصف وشرح الاستراتيجية (خطوات)
2. بيان مناسبات يمكن إستخدام الاستراتيجية ضمنهات (شروط إستخدام الاستراتيجية)
3. تقديم تغذية راجعة حول إساخدام الاستراتيجية أو بيان نتائج إستخدامها من حيث نجاحها جزئياً أو كلياً.
4) تدعيم الإختيارات الشخصية : وذلك لضمان تفعيل تبني وإستخدام المهارة، مثال لذلك إتخاذ قرار بالإقلاع عن التدخين، اعلان تبني نمط اداري جديد.
ولضمان حدوث هذا المستوى من التعلم يحدد غانغ التركز على (3) شروط هي:
1. التأسيس لنجاح متوقف مرتبط بالقرار أو الموقف الذي تم تبنيه، عبر اتخاذا القرار من قبل المشارك نفسه.
2. دعم المحاكاة لنموذج محبب لدى المتدرب (وإن كان المدرب نفسه سيكون وصل الى مستوى المدرب المًلهم)
3. تمكين المشارك من مراقبة ممارسات ناجحة حية ، تمثل تغذية راجعة تعزز يبنيه لوجود ممارسات ناجحة يمكن إتباع منهجها أو في الحد الأدني التمسكم بالموقف وعدم إمكانية التشكيك فيه .
5) المهارات الحركية : ويقصد منها إعتماد تمارين للمهارات المراد إكسابها للمشاركين في البرنامج التدريبي وهي عملية فعال حسب تجاربي في (إستنباط الأداء) وبالتالي قياس التعلم ...... وهنا جرب إستخدام سجل قياس التعلم من قبلك كمدرب بضمان الانتقال من مستوى الى مستوى حتى تحقيق الهدف التجريبي ..... (طبعا لها طرق ناعمة وخشنة ولي مع استاذه انتصار كمال مدربة التسويق والادارة مواقف طريفة فيها قد أذكرها في مكان أخر) ، ولضمان عملية فعالية المهارات الحركية نقول ب (4) شروط وهي:
1. مد المشارك بتعلميات وارشادات تعينه على التنفيذ.
2. تنظيم ممارسات متكررة (أكثر من طريقة لتعزيز ذات المهارة) رأيت تجارب قوية في هذا المجال من مدربين كتميزين في دورة بذات العنوان (بناء فرق اتعمل) وهما الاستاذ المهندس . محمد حمد والاستاذ المهندس/ عاصم خليفة (من السودان)
3. التزويد بتغذية راجعة فورية .
4. تشجيع إستخدام العمليات العقلية أثناء التنفيذ (مثل أيجاد مستويات متعددة من الصعوبة بصورة متصاعدة)
هذه النقاط الخمسة تمثل قواعد مهمة في بناء المنهج التدريبي وأداء التدريب، ويعتمد جمال التقديم على إستخدام فنون وأساليب متعددة تتناسب مع خصائص المتدربين ومدى تقبلهم للنمط المستخدم في العملية وهنا يجدر الذكر أهمية إستخدام هذه النقاط متداخلة مع ما أفاض الي كورب في كتابه (التعلم التجريبي) الصادر عام 1984م كذلك ما ذهب اليه أصحاب النظرية البنائية من أمثال رائدها جان بياجي والتي قدمت طرحاً مختلفاً ومتعارضاً مع السلوكيين حيث ترى أن التعلم يكتسب عن طريق المنبع الخارجي لكن لها فوائد كبيرة في بناء المناهج والحقائب التدريبية .
ارجو أن يكون في الامر إفادة
اديس ابابا .... 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق