الاثنين، 7 مايو 2018

خطوة للخروج من دائرة الفقر ( كيف نتوارث الفقر أو الغنى)


 جرت العادة أن يحث الآباء ابنائهم علي قوة التحصيل الدراسي للحصول على وظيفة متميزة تدر عليهم دخلاً ثابتاً يؤمن مستقبلهم، وتعينهم علي قادم الايام، ولأجل هذه الغالية يُحرم الآباء أبنائهم من اللعب إلا قليلا ومن التسيلية الا ما ندر وبطبيعة الحال لا يستطيع الأب في الطبقة المتوسطة الحال والفقيرة في المجتمع توفير كل مستلزمات الحياة ناهيك عن الترفيه فيحرم الأبن من هذه الحوجة، ويصر معظم الأباء ويراهنون علي أن التعليم النظامي كونه كفيلا بتعليم أبنائهم كل ما يحتاجون من مهارات حياتية.
هذه النظر فالأبن الذي يحصل على مستوي معقول من التعليم يظل فقيراً يكابد الحياة حتى لو
حصل على الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته الأكاديمية نهائيك إن لم يحصل على وظيفة، ويشعر بضعف قدراته في التعاطي مع الواقع ومن ثم يلف حياته الاحباط والانكسار.

إن الأبناء هذه الأيام يدرسون من العلوم ما لا يعينهم علي التعامل والتعايش والابتكار في الحياة العادية اليومية ناهيك إعدادهم لمستقبل يجهلون ما فيه من تحديات.
       هذا واقع معاش فكيف نتعامل معه ؟ هذا ما سنطرحه في هذه الورقة .
كيف يصبح الانسان فقيراً:
       وسيجد عدد من الذي بادروا بترك الدراسة وإتجهوا الي عالم الاعمال الحرة والاستثمار أصبحوا يمتلكون موارد أكثر منه لا تطالها أعين حلمه، ناهيك عن واقع حاله.
       هل سنظل نورث أبنائنا الفقر ام سندلهم إلي طريق الغنى؟!
ثقافة الغِـــنى :
       ثقافة الفقر تدفعنا عن الحديث عن المال لأن نقول: ليس بوسعنا فعل ذلك ، بنما ثقافة الغنى تدفعنا للقول : كيف لنا في أن نفعل ذلك؟ والفرق بين المقولتين واسعاً شاسعاً فالأولى تدفع العقل الي التوقف عن التفكير في الامر والثانية تدفع العقل في البحث والتفكير في إيجاد السبل والطرق التي تؤدي الى الغنى. للأسف فإن جل ما نتعلمه عن جمع المال هو أنه يتم عبر الوظيفة لكننا لا ندرس الاستثمار وإمتلاك الاصول في النظام التعليمي، مما يجعلنا في أغلب الحالات غير قادرين على تعليم أبنائنا ثقافة الغنى فنعلمهم ثقافة الفقر، نحن ندفع بهم للدراسة التي تصنع منهم موظفين في مؤسسة أو شركة بينما لا نعلمهم كيف يمتلكون الاصول والشركة، نعلمهم كيف يعملون لدي الغير ولا نعلمهم كيف يجعلون الأخرين يعلمون لمصلحتهم.
       هذه الثقافة للأسف شاع منها النوع الذي يورث الفقر، وهنا لابد من التحول الي قواعد جديدة تحكم لعبة الاقتصاد الذي يجعلنا إما فقراء وإما أثرياء.
       إذن أصبح من واجب الأباء تعليم أبنائهم كيف يتعاملون مع التناقضات في المجال المالي والاقتصادي كتحدي حياتي ماثل وعدم إدارة الظهر له فهو واقع معاش لابد من التسلح له بالعلم والمعرفة والمهارات بل والممارسة الفعلية حتى يتمكن الأبناء من أسلحة التعامل مع عالم متغير لا يتشابه في شئ مع العالم الذي عاشه الأباء الذي كان يكفي فيه الذهاب الي المدرسة لتكفينا كل شئ، إن التعليم النظامي ضرورة لا يناقش في ذلك صاحب عقل، إلا أنه لحده غير كاف، إما لعدم مواكبته أو لعدم جودته، وهنا أتحدث عن عملية التعليم التتي تتخطى بكثير الجهد الكبير الذي يقوم به المعلمون.
الزمن مقابل المال:
في الغالب يعمل الناس في لوقت محدد خلال اليوم (8 ساعات) للحصول على أجر لا يتعدي  مابين (50 الي 200 جنيهات لليوم الواحد) أي رواتب شهرية تتراوح ما بين (1800- 6000 جنيه) شهرياً، هذه المبالغ في حدها الاعلى لا تمكننا من مجارات التغيرات الحادثة في حركة الأسعار هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن عدم إستقرار سعر العملة المحلية يؤثر في إحداث زيادات مضطردة وبصورة شبه يوميه مع بقاء المرتبات في مكانها بلا زيادة تذكر، إذن بالمقابل تزداد الفجوة ما بين الدخل والصرف (الأصول والخصوم) مما يعني إنعدام القدرة على الادخار بالتالي إستحالة الاستثمار ما دام الحالة على ما هي عليه، وهنا لابد من التدخل بافكار جريئة وجديدة لمعالجة هذه الوضعية، مع الاتفاق على أن زيادة المرتبات من قبل المخدمين لا تمثل حل لهذه المعضلة، ولقد زيدت من قبل دون فائدة ملموسة.
 تسويق الأفكار:
       كل منا لديه أفكار بخصوص هذه المعضلة إلا أن الأفكار التي لا يتم تنفيذها على أرض الواقع لا تمثل سوى أفكار منعزلة عن الواقع لا تعالجة ولا تتماشي مع الحوجة الملحة للتطبيق العاجل، قد يتوقع البعض حلول جاهزة، إلا أن الحلول يجب أن تتناسب مع الأوضاع الراهنة لكل فرد على حدة، فأنت أعلم بمصادرك وقدراتك، إلا أنني أشجع وبقوة البداية بالأستثمار وإمتلاك الاصول وتحريك الأصول الجامدة، فما معنى أن أسكن في منزل قيمته السوقية مليار جنيه وأنا أستدين بصورة منتظمة؟ هذا المنزل يمثل خصوم وليست أصول، فهو يحتاج الي صيانة دورية حتى نحافظ ليه، كما أن تسييره يمثل عبء مالي إضافي، فالعقار هو ضمان مالي ممتاز لبداية إستثمار جديد يضيف أصول جديدة وبالتالي تزداد دائرة الغنى على حساب دائرة الفقر.
كيف نورث الغنى:
       إذن الاستثمار يمثل الحل الأول للمعضلة المالية، فالاستثمار يخرجك من دائرة البحث عن وظيفة وطلب زيادة العلاوات التي لن تؤمن لك في النهاية الحياة التي تنشدها، فهو يجعلك توجد فرص عمل للأخرين، فعندما نعمل لدي الأخر يعطينا فقط (20%) من العائدات بينما يستمتع بنسبة الـ (80%) ويمكننا قلب هذه المعادلة ببساطة عندما نعمل في إستثماراتنا الخاصة بل سنتمتع بالنسبة الأعلى بصورة متزايدة.
إننا نضطر في حالة العمل لدي الاخرين لزيادة ساعات العمل للحصول على أجر إضافي، وهذه الساعات بأي حال محدودة وغير مرنة حيث لا نستطيع العمل لـ (24) ساعة في اليوم الواحدة، إلا إن توظيفنا لعدد من العاملين للعمل لصالح إستثماراتنا يعني شراء يوم عمل من كل مرد بالتالي زيادة حجم يوم العمل بقدر عدد موظفينا فمثلا في حالة توظيف 10 أشخاص لدوام واحد يعني أن يوم العمل لدي 10 × 8 أي 80 ساعة عمل يومياً وبنسبة دخل متصاعدة تصل لـ 80% من العائدات الفعلية للعمل.
إن نجاحنا في الاستثمار يمثل إنتقالنا من دفع الابناء ليكونوا مستثمرين بدورهم عوضاً عن كونهم موظفين لدي الغير، إن الفكرة الأساسية في هذا الموضوع هو أن الأفكار التي تسوقها لأبنائك هي ما سيقودهم للفقر أو للغنى. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق